قـلـقـيـلـيـة
أيـــا قلقيليــا الغينــاء ما ابهــى مغانيــكِ
أيــا فردوسنـا الأرضي بالأرواح نفديـك
فما اسنى نجـوم القبّـة الزرقا تنير لنا لياليـك
وما اندى نسيم الفجر يعبق بالشذا تجريه من فيك
فنغدو نحو بياراتك الخضراء كل الجهد نمنحها لنبهيك
ومـا اشهى عناقيداً مع الإصباح تهديها دواليك
قلقيلية مدينة فلسطينية تقع على مقربة من الخط الأخضر في فلسطين. وهي مركز محافظة قلقيلية تقع أراضيها عند التقاء الساحل مع الجبل وتعتبر خط الدفاع الأول نظرًا لقربها من الخط الاخضر. موقع قلقيلية الجغرافي منحها أهمية خاصة حيث أصبحت نقطة التقاء بين مدن فلسطين شمالها وجنوبها وغربها. وصلت صفد-عكا-حيفا-طولكرم شمالاً، وبئر السبع-المجدل-غزة جنوباً، وربطت نابلس وما ولاها شرقاً بيافا وقراها غرباً. وهي نفس الأهمية التي حظيت بها قديماً يوم كانت محطة بارزة للقوافل التجارية تحط عند ينابيعها الرحال وتزيل عناء السفر بوارف الشجر والظلال.
وذات الموقع جعل من قلقيلية نقطة انطلاق لكثير من الغزوات الحربية وجعل من محطة سكة الحديد فيها، الواقعة على الكيلو ٨٢ من محطة حيفا، أحد المحطات المعدودة المعتمدة على امتداد خط سكة الحديد الموصل بين الشام ومصر.
المدينة الأسيرة ...
في كل كارثة تحلّ بفلسطين كان لها نصيب الأسد، حيث فقدت جميع أراضيها السهلية الزراعية في اتفاقية رودوس. مما جعل أهل قلقيلية يستصلحون الجبل ويحولوا الصخر إلى تراب ويزرعوا فيه وشهد لهم بذلك قائد الجيش الأردني آنذاك جلوب باشا وكتب عنهم في كتابه جندي بين العرب، ولكن لم تدوم طويلا لهم تلك الأراضي ففي حرب 1967 إستولت إسرائيل على بقية أراضيها وحولوها إلى مستعمرات، وجائت نكبة قلقيلية الثالثة في انتفاضة الأقصى حيث قامت إسرائيل بإحاطة مدينة قلقيلية من جميع الجهات بالجدار العازل. يبلغ عدد سكانها 42.965 نسمة كلهم في الأسر ولا اتصال مع العالم الخارجي إلا عبر بوابة واحدة تستخدم للدخول والخروج معا تحت رقابة مشددة، كما حوصرت بعض القرى الأخرى كقرية حبلة ضمن الجدار العازل، وأخرى بين الجدار العازلوالخط الأخضر مثل عزون عتمة وغيرها. هذا تطلب اقتطاع الكثير من الأراضي العربية كما أثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إذ أثر على العلاقة الاقتصادية والاجتماعية المتبادلة بين المدينة وقراها.
معالم مدينة قلقيلية
قلقيلية اسم كنعاني بمعنى الجلجالات. وكلمة جلجال تعني في المعجم الكنعاني الحجارة المستديرة وقد تحولت الجيم مع الزمن إلى قاف، كما أطلق على قلعة يونانية اسم " قلقاليا". تقع قلقيلية عند السفوح الغربية لسلسلة جبال نابلس والطرف الشرقي لساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى خط العرض 32.2 شمالاً وخط الطول 35.1 جنوبا".وينسب إلى قلقيلية العديد من العلماء. وجميع أهلها محافظين مسلمين عرب.
وهناك بعض المعالم الأثرية التي تدل على الجذور التاريخية لهذه المدينة تعود إلى العهد الروماني والعهود الإسلامية من أهمها:
- صوفين: وهي منطقة شرق قلقيلية امتد إليها العمران وهي أعلى منطقة في قلقيلية، وبني فيها مسجد محمد الفاتح
- خربة حانوتا: شمال قلقيلية تحتوي على صهاريج منقورة في الصخر وشقف فخارية ومدافن محفورة ومنها منحوت.
- خربة النبي يامين: تقع جنوب غرب قلقيلية وتنسب إلى أحد أسباط بني إسرائيل.
- النبي شمعون: شمال غرب المدينة وبها تلال أثرية وبقايا أبنية وبئر ماء.
- الجامع العمري(مسجد عمر بن الخطاب):وبناء هذا المسجد من الأقواس الأثرية.
- حديقة الحيوانات:- تأسست عام 1986م وهي معلم سياحي ووحيد من نوعه في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتقع شمال مدينة قلقيلية.
- مقام النبي إلياس :- معلم ديني وأثري يقع في وسط قرية النبي الياس شرقي مدينة قلقيلية، ويحتوي المقام على ضريح النبي إلياس وقد بناه السلطان الظاهر "جقمق" سنة 890هـ.
- السرايا وشعار الدولة العثمانية:- معلم أثري تقوم عليه الآن مدرسة المرابطين، وقد كان البناء الحالي يستخدم كسرايا في العهد العثماني ويلاحظ على واجهته شعار الدولة العثمانية ،ويقع في وسط مدينة قلقيلية.
- البرك الرومانية:'وهي عبارة عن معلم أثري يعود إلى العهد الروماني، ويقع في وسط قرية سنيريا ويتكون من ثلاث برك رومانية متوسطة الحجم.
- مسجد حجه :معلم أثري ديني يعود إلى العهد المملوكي يقع في وسط قرية حجه، ويتكون من بيت للصلاة وساحة خارجية ومئذنة وضريح ومتوضأ.
- أم البلابل: معلم أثري يقع شمال قرية كفر لاقف وهو عبارة عن كهف قديم.
ويوجد في قلقيلية العديد من المناطق والمعالم السياحية الأخرى، ولكن أغلبها بحاجة إلى إعادة تأهيل، وتعتبر محافظة قلقيلية فقيرة بالآثار البارزة مقارنة بالمحافظات الفلسطينية الأخرى ،إلا أن ذلك لم يمنع الحركة السياحية فيها من النمو وخاصة السياحة الداخلية التي أخذت تنشط في السنوات الأخيرة بسبب جمال المنطقة، فهي خضراء تكثر فيها الأحراش والبيارات عدا عن توفر الماء بكثرة، وكذلك قرب مدينة قلقيلية من الخط الأخضر جعلها مركزاً تجارياً هاماً يتوفر فيه أنواع من التجارة "الأسواق" التي تفتقر إليها محافظات أخرى من "تجارة الأثاث المستعمل" وهذا جعلها تستقطب المتسوقين وبالتالي السائحين، وقد ساهم في رفع الحركة السياحية في المحافظة وجود بعض المرافق السياحية مثل: حديقة الحيوانات التي تكاد تكون الوحيدة في الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك المنتزهات الكثيرة على مداخلها مثل منتزه المحترم، ومنتزة ومسبح العنتوري، ومسبح الكروان، ومنتزه بلدية قلقيلية، وأخيراً وجود بعض الآثار كالمساجد المملوكية والعثمانية وكذلك المقامات الإسلامية المتناثرة في قرى المحافظة.
أعلام وعلماء مدينة قلقيلية
قلقيلية بلد علم وعلماء، نبغ فيها الكثير من أعلام الصحافة والسياسة والدين، ومن العلماء الذين برزوا حتى القرن التاسع الهجري والذين ارتبطت أسماؤهم بقلقيلية قبل العمران الحديث لها، ومنهم :
- بهاء الدين داود بن إسماعيل القلقيلي : واحداً من علماء القرن الثامن الهجري، وكان فاضلاً شافعياً، ارتحل إلى حلب ودرّس في مساجدها وتولى الإفتاء فيها. ورد ذكره في كتاب "شذرات من ذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد شهاب الدين الحنبلي الدمشقي. توفي عام 780ه.
- شمس الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم القلقيلي الشافعي : من مواليد قلقيلية عام 776 ه. أخذ العلم بداية عن أبيه شمس الدين محمد، ونزل معه بيت المقدس وأخذ عن علمائها. ويذكر في مؤلف "الضوء اللامع" انه كان له ولدان هما أحمد، وابنه النجم محمد، الذي كان حسن الصوت ناظماً ناثراً كاتباً قارئاً مجوداً حسناً، مات سنة 849 ه في حياة والده ورثاه والده في قصيدة، وكان ينظم الشعر. وتوفي عام 852 ه.
- أحمد بن محمد بن أحمد القلقيلي وكان حسن الصوت، ناظماً وناثراً، توفي عام 849هـ.
- أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أيوب الشهابي أبو العباس بن الزين القلقيلي : ولد عام 757ه أخذ العلم عن كبار علماء الأزهر الشريف، وتوفي عام 857 ه.
- نجم الدين محمد بن أحمد القلقيلي : ولد في قلقيلية، وانتقل صغيراً إلى القدس الشريف، وفيها تعلم قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليأخذ العلم من علماء الأزهر الشريف. وفي مصر صنف كتابه "غنية المريد لمعرفة الإتقان والتجويد"، وهو مخطوط ذكر في الأزهرية، وكان قد فرغ من تأليفه عام 882 ه.
- خير الدين أبو الخير أحمد بن شهاب الدين أحمد بن محمد القلقيلي المقرئ الحنفي توفي عام 89 هـ.
ومن اعلام وعلماء الأدب والصحافة والسياسة والدين الذين برزوا حديثاً :
- الشيخ مصطفى صبري 1870ـ1957، كان خطيباً ورجل إصلاح.
- أبو علي إياد من قادة الثورة الفلسطينية من مواليد قلقيلية عام 1935م, استشهد بالأردن في عجلون عام 1971م، كان المرحوم قد انتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمر الحركة العام الثاني مع انه كان موجوداً خلال المؤتمر في المستشفى، كذلك كان عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة، وشارك إلى جانب عمله العسكري بنشاطات سياسية فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الدول العربية والاشتراكية، وكانت آخر زياراته مع وفد الثورة وعلى رأسهم " أبو عمار " إلى جمهورية الصين الشعبية الاشتراكية.
- الكاتب والأديب والصحافي إبراهيم أحمد الشنطي من مواليد قلقيلية عام 1927م, توفي عام 1984م في عمان.
- هاشم السبع، وطني ومناضل فلسطيني من مواليد قلقيلية في 1912م، توفي عام1957م.
- الشيخ عكرمة صبري، من مواليد قلقيلية عام 1939م كان له نشاطاً ملاحظاً في الفعاليات العلمية والاجتماعية، فهو مؤسس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عام 1992م ورئيسها ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين، وخطيب المسجد الأقصى المبارك. وهو عضو مؤسس في رابطة مؤتمر المساجد الإسلامي العالمي بمكة المكرمة، وعضو المجمع الفقهي الإسلامي الدولي بجدة. وأنتخب رئيساً للهيئة الإسلامية العليا في القدس.
- الشيخ المجاهد الحاج عبد الفتاح محمود خدرج من مواليد قلقيلية عام 1913م، وفيها تلقى تعليمة الابتدائي، نشأ في بيئة متدينة، وتوجه في شبابه إلى مصر والتقى بالشيخ حسن البنا، كما عمل في مصر على التعريف بقضية الشعب الفلسطيني، والمخاطر التي تتعرض لها فلسطين من استيلاء على الأراضي وإقامة المستعمرات وتوطين اليهود فيها, كتب الله تعالى له الشهادة التي كان يتمناها في 1948/4/21م، قرب رمات هاكوفيش، بعد أن يسر الله له اتمام واجباته الدينية بأداء فريضة الحج عام 1946م.
- الشاعر والأديب المتوكل سعيد بكر طه. من مواليد مدينة قلقيلية عام 1958م تلقى الشعر عن والده الشاعر سعيد بكر طه، رئس شاعرنا الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين من 1987- 1995م، وانتخب رئيساً للهيئة العامة لمجلس التعليم العالي الفلسطيني من 1994 - 1992وشغل منصب وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية من 1994 - 1998,أسّس المتوكل طه "بيت الشعر" في فلسطين عام 1998، مع عدد من المبدعين الفلسطينيين، وما زال رئيساً للبيت، بالإضافة إلى كونه رئيساً للمؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي برتبة وكيل وزارة.